الرئيسية
( تصريحاتُ قيس بن الملوح )
لاَ تَسْأَلي عنّي وعنْ أحوالـــــــــــــــــي
وامضـــــــــي , ولا تقفــي على أطلالي
فطريقُ داركِ قــــــــــد مللْتُ مرورها
وسئِمْتُ تَقْبيلَ الجدار العالــــــــــي
صَوَّبْتُ كـــــــــــلَّ طريدَةٍ فأصَبْتُها
عيْناكِ فارقتَا عيـــــــــــــونَ غزالٍ
مـــــــــا عدتُ يا ليلى عشيقاً رائعاً
أو ساحراً يَسْبِي العقولَ خيالــــــي
شِعْري الــــذي لبسَ الشّتاءَ عباءةً
أضحـــــــــــــــى لهيب حرارة الأدغال
قيسُ الــــــــــذي تَهوينهُ وجنونَهُ
متبدّلانِ تَبدُّلَ الأحــــــــــــــــــــــوالِ
لا تخبـــري أحــــــــــــدا بقصةِ حُبِّنا
أخشـــــــــــــــى عليكِ مغبةَ الأهوال
فأنا المُـــــــــدانُ لكلِّ خفْقَةِ خافقٍ
وأنا المراقَبُ في جميع فِعالــــــــي
كُثْرٌ هُمُ الأعْداءُ يابْنَةَ عـــــــــــامرٍ
وجميعُهُمْ يَسْعَوْنَ فــــــــــي إذلالي
سَرَقُــوا يراعــي , صادروا مخطُوطهُ
بِدَمِي كَتَبْتُ سيستَمِرُّ نضالـــــــــي
واجَهْتُهُــمْ فَنَبَذْتُهُــمْ ورفضْتهُـم
بِشَجاعَةٍ وَقْفٍ علــــــــى أمْثالــــــــي
يا منْ فَتَحْتُمْ محْضَراً لِإدانَتِــــــــــي
وَكَسَوْتُمُونِـــــــــــــي حُلَّةَ الأغْـــــلالِ
قسماً بِمنْ جَعَــلَ الكتابَ دليلَنـــاَ
سَأقولُ كُلَّ الصّدْقِ , لسْتُ أبالـــي
عربي هُوَ اسْمِي,كنْيَتِي, ومعرَّفي
وبـ لا إلــهَ سواهُ , أُصْلِحَ بالـــــــــــي
تاريخُ ميلادي شهادةُ موتِكــــــمْ
وحياتُكمْ هِــــيَ مَأْتَمـــي وزوالـــي
قالــــــــوا أتكرهُ عوْنَنا ووجودَنا
أَوَتَكْـــرَهُ الأجسامُ فتْكَ عُضـــــالٍ!
جِسْمُ العُروبــةِ مُثْقَلٌ بِجِراحــــــــِهِ
ودَواؤُهُ فــــــــــــــــي مصْرَعِ الأنْذالِ
قالوا فلسطينٌ , فقلـــتُ حبيبتي
بجمالها الطاغـــــــــــي , وأيّ جمالٍ
ضاجَعْتُمُـــــوها واسْتَبَحْتُمْ عِزَّهــــا
أَذْلَلْتُمُـــــــــــــــــــــــــوها أَيَّمَا إِذْلَالٍ
والقُدْسُ أعْيَتْها الّدمُوعُ عَلَى فَتىً
دَحَرَ اليَهُودَ ونامَ تحتَ رِمـــــــــــالٍ
هَلْ فــي بَنــي أيّوبَ تمَّتَ ناصِــــــر
لِيُعِيدَ عَهْداً قدْ مضى , ويُغالـــــي
يا غزَّةَ الإيمانِ صبراً واثبُتـــــــــي
وتجلّـــدي فالّنصـــرُ غيرُ محـــــــــالٍ
قالوا العراق , فقُلْتُ مهْدُ حضارتي
مـــا خَلــــــــّدَ الّتاريخُ خيرُ مثـــــــالٍ
قالُـــــــــوا أَتَيْنَا منْجديــــن لأهلها
مِنْ حَاكِــــــــــــــمٍ متَسَلِّطٍ قَتّـــــــالٍ
فَتَدافعوا شيَعاً إلــى استقبالنا
جودُ المضيفِ بحسْنِ لِاسْتِقْبَـــــالِ
فأَجبْتُهُمْ مُتَأَمْرِكــــــــــــونَ وخُوَّنٌ
بَاعُوا ضَمَائِرَهُــــــــــــمْ إِلَى المُحْتالِ
قـــــالوا وأسْلِحَةُ الدمارِ , أجَبْتهمْ
لــو في يدي لَنَسَفْتُكُمْ فِي الْحالِ
لَــكِنَّها حِيَــلٌ أجَدْتُــمْ رَسْمَهـــــــا
لِــمَنَابِعِ الآبـــــــــــــــارِ والأمــــوالِ
فــــي مَوْسِمِ التُّفاحِ والعِنَبِ الذِي
ذاتَ اليمينِ بـــــــــدا وذاتَ شِمالٍ
أَلِأَجْلِـــهِ لبنانُ صـــارتْ وجْهَـــــةً ؟
هذي موائِدُ بطْشِنا , فَنَزالـــــــــي
فَلَذِيذُنا مُرٌّ , كُلُــــوا وتَقطَّعــوا
والعسْرُ فـــي الإمساكِ والإسْهالِ
هل مجلسُ الأمنِ المُبَجّلِ عنْدَكـمْ
إلاّ ستارُ مساوءِ الأَفْعــــــــــــــــالِ
يا ( كُنْدَليزا) يا هواهُمْ والمنى
عــــــودي لهمْ بالرّفْضِ والإبطالِ
قولـــــــي لهمْ إنَّا عَشِقْنا أرْضَنَا
ودِماؤُنا رَهْنُ التُّرابِ الغالــــــــي
حُرِّيَّةُ الأحرارِ تَكْمُنُ هَــــا هُنــــــَا
وبِزَعْمِكُـــــــــــــمْ حُرِّيَّةُ التِّمْثَالِ
وَسَكَتُّ بَعْدَ تَأَوُّهٍ , فَتَفَوَّهُــــوا
" ألديكَ ما تُضْفِـــي مِنَ الأقْوال؟ "
عِنْدِي الْكثيرُ لِكَيْ أَقُولَ وَأَكْتَفِي
فَالصَّمْــتُ بَوحٌ في عقيــــم جدالٍ
وَإلَيْكِ يَا لَيْلَـــى خِطَابـــاً واضِحـــاً
بِالشِّعْرِ صِيغَ وَحِكْمَةِ الْعُقَّـــــالِ
لَنْ أَمْتَطِي صَهَوَاتِ عِشْقِكِ رَيْثَمَا
يُفْنِــــــــي الْعَدُوَّ تَجَلُّدِي وَنِضَالِي
ليلى افْهمِي نَزْفِي , وَهَاكِ مَقُولَتِي
" لَاقَلْبَ لِــي حَتَّــى أَرَى اسْتِقْلَالِــي "
فـإذا تَوَفَّتْنِـــــــــــي الْمَنِيَّةُ دُونَهُ
فَتَذَكَّـــــــــــــــرِي بَطَلاً مِنَ الْأَبْطالِ
وإذا مــررْتِ بِدارِ قَيْسِكِ مــــــــرَّةً
فَقِفِي .. ولا تَبْكِــي علـــى الأطْلَالِ
***
